ايمن كبوشمقالات

ايمن كبوش يكتب: الدكتورة مريم المنصورة تعلن التوبة وتعود لحضن الوطن

افياء

ايمن كبوش

الدكتورة مريم المنصورة تعلن التوبة وتعود لحضن الوطن

# بثوبها الابيض ونصف ابتسامة لم تخف ما تحتها وما فوقها من هموم وارتباك، دلفت الدكتورة (مريم المنصورة)، حفيدة المهدي وابنة الامام الصادق الصديق عبد الرحمن، الى القاعة الفسيحة المعدة لادارة الجلسة الحوارية السودانية التي دعا لها حاكم دارفور (مني اركو مناوي) بفندق (هيلتون) المطار بالعاصمة المصرية القاهرة، بادرت المنصورة بعملية (نمد الايد ونتسالم، كأنك ما الجفيتني زمان ولا الزول القبيل خاصم) وطافت على كل الموجودين وكأنها تتحسس غضبة كل السودانيين من موقف حزبها المحزن في دعمه الظاهر والمستبطن للجنجويد الذين سرقوا وقتلوا وسحلوا واغتصبوا نساء السودان وحرائره ومريم واخواتها كأن امر نساء السودان لا يعنيهن.. ! كان واضحا من خلال حديثها في المنصة الرئيسية التي جاورت فيها مناوي ومعتز الفحل الامين السياسي للحزب الاتحادي الاصل، انها وقادة حزبها يبحثون عن مخرج آمن من ورطة التحالف مع (آل دقلو) ولكن هي تريد ان يتم ذلك بطريقة (عفا الله عما سلف) وفقه التجاوز والنسيان دون ان نفتح الجرح ونقوم بنظافته لكي يغلق من جديد.. وهذا مستحيل.. !

# بدأت مريم حديثها بالقول: (نحن جند الله.. جند الوطن) وبهذا المدخل كسبت جولة اولى ثم: (هذه جلسة حوارية تفاكرية، بلا اجندة ولكن الهم هو هم الوطن، نحن موجودون في وطن تاني ومن هنا نُحيي مصر.. رغم اننا موجودون قهرا وجبرا حيث لجأنا وكانت مصر هي الملاذ.. اي حاجة طعمها تاني.. ولكن بالاجندة الوطنية الصادقة قد نستعيد البلد).

# هذا كلام جميل يا منصورة.. ويمثل مقدمة جيدة في طريق التعافي من امراض الماضي القريب، واخطر هذه الامراض هي التصاقكم والتصاق حزبكم بالدعم السريع ، ولعل موقفكم المخزي هذا، هو الذي دفعك دفعا لتبرير دواعي وجودك، غير الطبيعي، وسط مجموعة كبيرة من السودانيين الذين بات بينك وبينهم تباعد بسبب المواقف ولا شيئ آخر، واستدل هنا بتبريرك لاسباب الحضور: (لن اخشى يوما ان التقي اي سوداني او سودانية من اجل الوطن.. انا من حزب يرفع شعار السودان للسودانيين.. هذا الخلاف قاموا به جنرالين ولكنها تعبر عن اشياء حقيقية لها علاقة بنا.. اشياء تراكمت الى ان قادت الى النزاع .. وهي نزاعات متعددة الوجوه متعددة الاتجاهات، وغير مهم انو قحت كانت صاح ولا غلط.. الحل ليس في التجريم.. لابد من مناقشة الحلول والتعلم من الماضي ولو ما بنقدر نعيش ونكون مع بعض احسن نكون واضحين وصريحين.. الحاصل ليس اسوأ مما يمكن ان يحدث في المستقبل القريب.. ليس هناك احد في مأمن والنظر للمستقبل مسألة اساسية ولابد من ميثاق يقوم على سودان موحد.. لكن مافي شيء ببقى بالغصب.. الوحدة ان اصبحت هي الاجابة هناك مطلوبات لابد من القيام بها وانا مدركة انني امثل حزب منتمي لكتلة بينها واصحاب الدعوة تباعد ولكن جئت بعد مشاورة حزبية.. انا ما جيت عشان اعمل علاقات عامة مع الموجودين، اتيت من اجل التصالح واليوم هو يوم حوبة جميع العلاقات الانسانية البينا..).

# هذا ايضا كلام، اجمل من جميل، يا دكتورة، ويؤكد عزمكم التصالح مع السودانيين وان تنفضوا ايديكم من الجنجويد ولكن تريدون ان يتم هذا التصالح دون ان يقول لكم احد (تلت التلاتة كم).. ! هذا لن يتأتى لكم كقحاتة او تقدميين متحالفين مع المغتصبين القتلة، هكذا، في الفضاء الواسع الفسيح او الشارع العام الذي لا يتماشى مع (تهذيب) كل الذين كانوا في القاعة رغم اتفاقهم مع ما قاله الاستاذ محمد محمد خير وانتقاده للمنصة التي لم تحتف بانتصارات الجيش واستعادة الاذاعة وقد كان واضحا مع المنصورة حين رد على قولها: (انا من حزب يرفع شعار السودان للسودانيين) فقال لها لا: (قولي نحن نرفع شعار السودان للاماراتيين).. !

# للاسف انسحبت المنصورة مريم الصادق المهدي، معتذرة، ولم تكمل الجلسة التي كانت تمضي نحو الاعمق ولعلها ادركت بأن البقاء في القاعة وسط الصحفيين سوف يجرها الى الاطاري وخياراتها البديلة التي اعلنتها قبل المعركة .. والكثير الكثير مما يزعج ولا يبهج ولكنني اقول ان اصحاب الدعوة (معلمين) لانهم اعدوا الملعب وفرشوا النجيل الجميل بشكل لا يسمح بأي مخاشنات او عنف غير قانوني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى