مقالات

عمر عصام يكتب عن (أبالسة باريس)

 

يُحكى أن ثعلبا” كان يتضور جوعا”فذهب يبحث عن ما يسد به رمقه فإذا بغرابٍ يعتلى غصن شجرة وفي منقاره بعض الطيبات، إعتصر الثعلب عقله ليطفئ جوعه…
قال الثعالب للغراب:
أيا صديقي هلا أنشدت لي وشدوتني فأجاب الغراب بالإيماء من علِ أي نعم.
تهللت أسارير الثعلب حد (الرِيالة) ثم إنتقل بمحازاة الغراب منتظرا” أن يفتح الغراب منقاره عند النشيد لتسقط عنه ( العضة) وما أن بدأ الغراب تهاوت اللقمة وأتسع لها فم الثعلب وهو ينتظرها ولكنها عادت إلى حيث كانت !!!!ضحك الغراب كما لم يضحك من قبل فقد كان يربط الوجبة بخيط مطاط(لستك) ثم قال للثعلب: إنت قايلِني غراب كتاب المطالعة بتاع سنة تالتة ولٌ شنو يا أبو الثعالب؟؟… حمدوك هل تسمعني؟؟

من غرائب المصائب أن يُقام مؤتمر (الثعالب الأبالسة) بباريس تحت لافتة سراب وسكة عطش لا تتجاوز الشعارات البراقة والوعود الكذوبة.
والبلد المضيف تجاهل دعوة سفارتنا هناك ثم قفز بالزانة إلى دعوة رعاة قحت من لدن حمدوك حتى التعايشي بفرية أنهم يمثلون الطيف المدني المتنوع والذي يمثل الشعب السوداني!!!
هم في حقيقة أمرهم الحديقة الخلفية والواجهة السياسية للقتلة دقلو إخوان.
ومن باب التذاكي الغبي أن قُدمت الدعوة للدكتور التجاني سيسي ومولانا جعفر الميرغني وسلطان المساليت على أمل أن يقتنع الشعب السوداني بمشاركة مناصري القوات القوات المسلحة في المؤتمر الباريسي الذي يسعى لإعادة تدوير (النفاق) الإطارى بتسوية مقيتة.
الحقيقة الشاخصة أن فكرة هذا المؤتمر اللآ إنساني جاء بعد أن تأكد لهؤلاء( العلوج) حقيقة إنتصار الجيش على المليشيا فأرادوا بمعونة آخرين إذلال الدولة والجيش وتعظيم (الهلامي) حمدوك ولنا مع فرنسا في العام ٢١ تجربة
و بات من سابع المستحيلات أن تُطعن خاصرة الجيش الذي إلتحم معه شعبه (عشان سواد شوية عملاء).
أقدمت فرنسا بدعوة عصابة مطلوب القبض عليها وإن (طعَمتهم) ببعض الوطنيين و
الداعمين للقوات المسلحة ،وما ذادنهم إلا (مساخة) وكان عليها أن تعي الدرس وأن ضيوفها (اللآ) كرام غير مرحب بهم ولا يرجي منهم ويظهر ذلك منذ لحظة وصولهم المأفون لباريس حيث كان في مقدمة مستقبلو (القحاته) شاب سودانى مقيم ونظنه حادب على مصلحة بلاده وترجم ترحيبه بأطلاق العنان لصوته صارخا”: ( لافين من مطار لي مطار ومن دبي لي فرنسا الله لا بارك فيكم )، قوله إخترق مسامع مريم بت الإمام وهي تتصنع الرقة وتعبر عن نفسها بتحريك حاجبيها و يرتعد صوتها وتردد (والله ما بعتكم يا حبيب)….(يا أخي والله كلمة حبيب دي بقت تضرس الزول)
أما حمدوك لم يقوى للوقوف أمام جمهرة صغيرة تحمل لافتات وهذا حاله منذ أن كان رئيسا” للوزراء.
الموتور خالد سلك تصنع عدم الإكتراث وغاص في (البرنيطة).
ظلت اللعنات تطارد مريم و(حيرانها) المرافقين من الشباب السوداني في باريس وهتافهم هناك (بي كم بي كم بي كم قحاته باعو الدعم)…
أعجبني ذاك الشباب الذي إستحلف بت الإمام (علييييك الله يا مريم بعتوهو بي كم )؟.
بالله عليكم ألم يستشعر نصر الدين عبد البارئ تلك الإهانة من بني وطنه وهم ينعتونه بأقذع الألفاظ؟ ألم تعي تلك التي كشفت عن رأسها لتغطي وجهها برغم (بنطلونها) تقية أن تتخطفها كاميرات الهواتف النقالة؟ .
لن نستغرب إبتسامة عرمان في وجه الشباب الثائر وهي لا تعدو غير إظهار رباطة جأشه وتحسين ظهوره (يعني الود متماسك وكده).نعم لن نتستغرب تبسمه طالما أنه والمأفون سلك يدركان ماذا حل بالجزيرة من قبل مليشيتهم ولن تشفع لهم تصريحاتهم الخجولة في إدانة تلك الفظائع.
نقدر للشباب الثائر وعيهم وهم يمسكون عن الإساءة للسلطان بحر الدين و د. أمجد فريد صاحب الموقف المبدئي وإمتنعوا عن شتم مولانا جعفر الميرغني مع إستنكارهم لقبول الدعوة ولكن تظل ثقتهم أن هؤلاء على التضاد مع قحت.
المهم إن مؤتمر باريس أيها السادة لن يحقق عودة القحاته ولو إغتسل جميعهم سبع مرات بالتراب ،فما عادت قصة الثعلب والغراب خافية على الناس ولن يتحقق مراد أصحاب الدعوة وهم يبحثون عن مصالحهم وليس حبا” في الحبيبة بت الإمام
ولن يكون المؤتمر أرضية لإحداث تسوية ولن يقبل الشارع السوداني بتسمية هؤلاء ممثلو المجتمع السياسى والمدني.
هي حرب فرضت على الشعب السوداني الذي أولى ثقته و فوض أمره لله ثم الجيش وسيظل صابرا”على الأذى مُدركا” بحتمية النصر ولو بعد حين يقدم الشهيد تلو الشهيد ولن يأبه بمسرح العبث السياسي الأجنبي.
ونختم مناصحين لمن ذهب من الكتلة الديمقراطية بزعم أن الدعوة كانت شخصية فأنتم لستم مدعون لتناول وجبة الغداء لأن ذهابكم فيه منقصة لموقف شعبي ورسمي دعوا الرجرجة والدهماء في سخفهم يعمهون ولا تخالطوهم فلن يستقيم ظلهم المعوج وقد ترفعت حتى (ماما كوكي) الناشطة الإسفيرية التي كانت على ملتهم القحتاوية وكتب الله لها التوبة بعد أن كفرت بحمدوك وزمرته…فهؤلاء (أبالسة) فلا تمنحوهم شرف مجالسة (البلابسة).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى