مقالات

محمد عبد اللطيف هرون يكتب: بمثل دكتور حسن تتزين المناصب

منازل القمر 

محمد عبد اللطيف هرون بمثل دكتور حسن تتزين المناصب

في ابريل من العام المنصرم ٢٠٢٢م ، عقد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور معتصم جعفر مؤتمرا صحفيا تناول فيه العديد من البشريات التي تصب في صالح صناعة كرة القدم السودانية ، و أهم ما لفت نظري في حديثه ، أن الاتحاد الدولي طلب من الاتحادات الوطنية تعيين منسق يمثلها لدى الفيفا و يكون حلقة الوصل فيما يتعلق بتنفيذ تعهدات الفيفا ، و بحكم تجربتي الشخصية و بما علمته من تفرد في شخصيته العلمية و الرياضية و تجربته العملية في المراسلات مع الفيفا و حرصه على القيود الزمنية لهذه المراسلات و حرصه البالغ في الالتزام بتنفيذ كل ما يطلب فيها من متطلبات ، كنت قد بعثت برسالة للأخوة بالاتحاد السوداني لترشيح الدكتور حسن علي عيسى لشغل وظيفة المنسق ، فهو خير من يملأ هذه الوظيفة بجدارة و فاعلية ، رغم مشغولياته الكثيرة ، و تفاعل الكثيرين مع ما كتبت و اذكر ان صديقي الدكتور حسن علي عيسى قد علق على تفاعلات الجمهور الرياضي لما كتبت قائلا :(شكرا لكم جميعا علي ثقتكم وطيب مشاعركم وأسأل المولي جل شأنه وعلي أن يوفقني كي أستحق القليل من الذي طوقتم به عنقي وزينتم به صدري. وتحيه خاصة لأخي الكريم وصديقي العزيز ورفيق دربي في سوح مضارب بن هلال الشم الميامين في الزمن الإداري الجميل خدمة لحزب الأغلبيه وإكسير حياة الملايين المهندس والأديب الاريب متعدد المواهب محمد عبد اللطيف هرون. أسأل الله في هذه الأيام المباركه أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويزيدكم بسطة في الصحة وسعة في الرزق وكل عام وأنتم والخير وجهان لعملة واحده. شكري ومودتي وتقديري وعظيم إحترامي.)..

و رغم يقيني أن قادة الاتحاد يعلمون فضل الدكتور و لكن لم يخطو خطوة واحدة في تعيين منسق حتى اليوم ، و خيرا فعلوا ، فقد يكون القدر قد لعب دوره في توفير طاقة دكتورنا “الخبير الأممي” لخدمة الهلال ، و ها هي أفريقيا تتزين بأحد أبنائها الكرام في عضوية المكتب التنفيذي لرابطة الأندية المحترفة ، و التي ستكون خط الدفاع الأول عن حقوق الأندية المادية و الفنية و العدلية .. فهنيئا لجمهور الهلال بهذا الفتح الكبير.

علاقتي بدكتور حسن بدأت باكرا وانا برابطة الهلال المركزية و كان وقتها مجلس الأمين البرير ، ثم تزاملنا لست سنوات بمجلس الكاردينال ، خبرته عن قرب ، مثلنا الهلال سويا في عديد المناسبات ، سافرنا سويا عدة مرات ، و من مقولات العرب عن فوائد السفر ، ما قاله الامام الشافعي عن فوائد السفر و التي ذكر منها (صحبة ماجد) ، و ليس أمجد من د حسن يمكن أن يصاحب في السفر ، صحبة ماجد في محبته لمن حوله ، صحبة ماجد لا يبخل بعلم أو معرفة ، شديد الانضباط ، دقيق الملاحظة ، حاضر الذهن ، مدرسة في النزاهة و الأمانة و الاستقامة ، لا يقبل ابدا تداخل السلطات ، يحترم جدا الهيكل الوظيفي و واجبات كل فرد ، لا يقبل في اداء اي فرد من الأفراد الذي يترأسهم اي نوع من التقصير في اداء مهامه ، او ان يتجاوزه في سلسلة الاوامر و سلطة تنفيذها، هو مدرسة من المدارس الادارية ، و بجانب ذلك دكتور حسن ظل دوما سمح النفس ، يمازح الرفاق، و في البال كثير من القفشات بينه و الراحل فوزي الاسد ، فكلاهما لا تمل رفقته ، حقا انها (صحبة ماجد) سأظل فخورا بها ، سافرنا سويا في بعثات داخلية و مهام خارجية ، اذكر منها ابتعاثنا سويا في ابريل ٢٠١٧م لحضور قرعة البطولة الأفريقية و حضور ورشة الكاف الفنية و الإدارية لمنافسات الأندية..

و على هامش هذه القرعة عقد السيد أحمد أحمد رئيس الكاف وقتها اجتماعا مع ممثلي الأندية المختلفة ، و لأن أحمد أحمد كان لا يجيد غير اللغة الفرنسية ، كان هناك مترجم ، و مؤكد الترجمة تقلل في كثير من الأحيان من المعنى المراد ، جاء دور د حسن ، فصمت الجميع ، لم يكن هناك من الحاضرين من كان يتوقع أي من الحضور أن يتحدث ممثل الهلال السوداني باللغة الفرنسية و بدرجة إجادة تامة و انسياب مبهر كما تحدث دكتور حسن ،فالكل يعلم أن أهل السودان يجيدون اللغة الانجليزية .. تناول د حسن في حديثه الكثير من الجوانب المتعلقة بمشاكل الأندية في التواصل مع الكاف و سوء التحكيم و الجوانب المالية و أمور أخرى، عقب بعده رئيس الكاف بأن كل من يثبت فساده سيتم تجميد نشاطه و اقصاءه تماما من منافسات الكاف ، و اذكر انه بعد انتهاء الاجتماع انفرد رئيس الكاف بدكتور حسن و تحدث معه مدة من الزمن، وابدى إعجابه بالطرح الذي قدمه.

و داخليا حضرنا سويا نهائي كأس السودان بين الهلال و هلال الابيض و كانت المباراة في ودمدني بتاريخ ٢٧ اكتوبر ٢٠١٦م ، سافرنا سويا ، و من الطرائف التي اذكرها ، هنا ، كنا بالمقصورة الرئيسية ، و كان حضورا ، أحمد هارون والي شمال كردفان ، الذي جاء خصيصا مع هلال الابيض طامعا في حمل الكأس ، و كان جالسا و في يده (مسبحة طويلة) ، و استمرت المباراة تعادلية هدف لكل ، حتى قرب انتهائها ، فقال د حسن ممازحا الوالي ، (انت شنو حكاية السبحة دي يا سعادتك ، ما تفكها شوية ) ، ضحك الحضور ، و بعدها بدقائق أحرز (رمضان كابو) هدف الفوز للهلال من ضربة ثابتة يسارية كفلت للهلال الفوز 2/1 ليجمع الهلال بين بطولتي الممتاز و كأس السودان في موسم ٢٠١٦م .

حقا و بالرغم من أن شهادتي مجروحة في دكتور حسن الا انني ارتأيت التعبير عن الفرحة بالكسب الكبير للأندية السودانية افريقيا ، و الفرحة بتحقق ما ظللت على قناعة به دوما ، أن لصديقي (ابو علي) ، إمكانيات تتجاوز الحدود القطرية إلى الصعيد القاري و الدولي ، فبمثله تتزين المناصب ، و يفتخر الأصحاب و الأحباب و الزملاء ، فهو قيمة مضافة لكل من حوله .. فهنيئا لافريقيا بقامة سامقة و عالم نحرير و خبرة تراكمية في المجال الإداري تجاوزت الثلاث عقود ، بدأت باكرا جدا و هو طالب في جامعة الخرطوم حين ترأس أحد أندية الدرجة الأولى بالحصاحيصا .. فضلا عن ممارسته لكرة القدم في أندية الدرجة الأولى بالحصاحيصا أيضا.. ثم تدرج في عشق الأزرق سمتا فوق سمت ، و من صفوف الجماهير و هو يقود رابطة الهلال المركزية إلى الأمانة العامة للنادي ، فهو في المكتب الإداري الحصيف ، و في المدرجات المشجع( الجرسة) ، الذي يتابع المباراة بكل حواسه ، ينفعل بكله ، حتى اشفق عليه وانا بجانبه.

و لأن الخير على قدوم الواردين احتفل الأقمار بطريقتهم الخاصة وهم يحققون فوزا باهرا على الترجي بثلاثية تحكي التصميم و الارادة و الرجولة فكانت الفرحتين معا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى