افياء
ايمن كبوش
الكتل السياسية.. (حذية واحدة) لمناقشة قضايا المرحلة
# دعاني الدكتور (علي الشريف الهندي) لحضور الجلسة الافتتاحية للملتقى التشاوري لقوى الحراك الوطني، امس، واثناء كلمته الترحيبية القوية وتحيته للجيش والشعب.. سرحت بعيدا في لحظة تأمل خاطفة وسألت عن ماهية تعدد الكيانات السياسية التي تكاثرت وتناسلت تحت شعار (جيش واحد.. شعب واحد) ولكنها في ذات الوقت تجسد لحال (نفس الدواء ولكن من شركة تانية).. !
# كانت اللافتة العملاقة تحمل مسمى لافت هو (قوى الحراك الوطني) وقبل ان اتعمق لما تحتها وفوقها من علامات القوة والوحدة صحوت على حديث الدكتور التجاني السيسي الذي شرق بنا ثم غرب باحثا في المشكل السوداني المتجذر والمتعمق بداية من ازمة الهوية الى حرب الخامس عشر من ابريل وتمرد قوات الدعم السريع.. قال السيسي انهم ظلوا على الدوام وخصوصا على ايام الاتفاق الاطاري ينادون بضرورة التوافق الوطني في حده الأدنى والالتفاف حول مشروع لإدارة الفترة الانتقالية، وقال أنهم كانوا ومازالوا يدركون أن البلاد تواجه مخاطر كبيرة في ظل الاستقطابات السياسية والجهوية والتدخلات الخارجية بما يهدد وحدة وأمن السودان. وأضاف أن التدخلات الخارجية والأجندات المتنافسة تمثل بدورها مصدر لمخاطر كبيرة.. ونوه إلى أنهم تحركوا مع الكتل والقوى السياسية الأخرى عبر لقاء أسمرا الذي صدر عنه “إعلان أسمرا” ومن ثم لقاء آخر في بورتسودان صدر عنه “إعلان بورتسودان” وكان اللقاء الأخير في جوبا الذي تمخض عنه “إعلان جوبا”. واعتبر أن تلك الجهود المقدرة والإيجابية هدفت لتوحيد هذه القوى حول إطار يمكن أن يؤسس لمشروع وطني يوحد كل هذه القوى الوطنية.. وقال ان اللقاء التشاوري هذا يستهدف وضع رؤية إطارية لمشروع يمكن أن يؤسس لوحدة كل هذه الكتل السياسية والمدنية في ظل التهديدات التي يمكن أن تؤدي لتمزيق السودان.. وطالب دكتور “سيسي” القوى السودانية بالتوحد حول رؤية واحدة وبذل قصارى الجهد للتواضع حول حد أدنى يمكن أن يؤسس لملتقى حوار سياسي “سوداني- سوداني” جامع دون إقصاء يهدف لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان..
# اعود واقول ان اهم ما خرجت به انا من هذا الملتقى، انه قد آن الاوان لان تتوحد كل هذه الجهود في مكون واحد يستمد قوته من وحدة الهدف ونبل المقاصد، على ان تبقى (بندقيتنا واحدة) طالما ان عدونا واحدا وقد حشد حلفاءه طاقاتهم من كل جنس ومن كل لون، ولعل الوحدة ستمكن هذه الكيانات المتناثرة من اللحاق بركب تصحيح المفاهيم التي آمن بها المجتمع الدولي عن طريق العملاء المعروفين، حيث سبقتهم (تقدم) بخطوات متسارعة لتجميل صورة المليشيا المتمردة.. ليس حبا فيها.. ولكنها مطيتهم التي ستجعلهم الاقرب الى ضمير المجتمع الدولي الذي لا يملك ضميرا.
# آن الاوان، ايها السادة، ان تصطف الكيانات السياسية المؤمنة بحتمية وجود مؤسسة القوات المسلحة الموحدة في بوتقة واحدة، حيث يأتي مولانا جعفر الصادق بجحافل الكتلة الديمقراطية ويتواضع مالك عقار ومجموعته في تنسيقية القوى الديمقراطية ليتم التلاقي مع قوى التراضي الوطني بقيادة مبارك الفاضل والحراك الوطني الذي يجمع تجاني سيسي والصادق الهادي المهدي وعلي الشريف الهندي والجبهة الوطنية ويحيى الحسين ومحمد وداعة وجكومي الجبهة الثورية ومجموعة اشراقة سيد محمود.. وهناك (تخطي) ساندرا فاروق كدودة المولود الجديد، وامير الشرق الناظر محمد الامين ترك، وتجمع الاقباط بقيادة الدكتور نبيل اديب.. ومنظمات المجتمع المدني وكتلة السلام.. كل هذه المجموعات المتفقة على هدف واحد هو دعم القوات المسلحة، لابد لها ان تشد الخطوة نحو الاتفاق والوقوف (حذية واحدة) لمناقشة قضايا المرحلة.