حوارات وتقاريرعاجل

شركة سكر كنانة.. ايقونة النجاح في ازمنة السلم والحرب

شركة سكر كنانة.. ايقونة النجاح في ازمنة السلم والحرب

العضو المنتدب يمارس سياسة النفس الطويل و(الحفر بالابرة)

قحت حاولت هدم المشروع لكن عزم الادارة وقوة ارادتها افشل المخطط

النظام الاداري الموروث من المؤسسين سبب النجاحات

ابقار ولاية الجزيرة مهدد لقصب المشروع..والحل في انظمة كاميرات مراقبة جوية وارضية

هل تنفتح كنانة علي ولايتي كسلا والشمالية بمشروعات انتاج الايثانول والدواجن والالبان واللحوم

 

كتب: احمد جبريل التجاني

 

قضت الحرب علي الاخضر واليابس في السودان،تضررت جميع القطاعات المنتجة وتوقفت عن العمل تماما وتشرد عمالها بحثا عن ماوي وعمل بالداخل والخارج،لم يتبق الا النذر القليل من صناعات صغيرة هنا وهناك واضحت فاتورة الاستيراد هي الاعلي علي مر تاريخ الاقتصاد السوداني، انها الحرب لاتبقي ولاتذر.

من بين الاشراقات او الزهور التي نهضت من تحت رماد وركام الحرب ودخان المدافع شركة سكر كنانة العملاقة التي ولدت باسنانها في سبعينيات القرن الماي وتمضي فتية ناهضة وقادرة علي صنع الاضافة للاقتصاد السوداني في ازهي فصوله وفي اسواءها واكثرها قحطا وجدبا .

مضت الحرب في طريق الدمار والخراب ومضت كنانة في موازاتها صانعة الاضافة الاقتصادية الجبارة في وقت توقع الجميع ان يتوقف المصنع و(تطلق) حواشات القصب للابقار والانعام،لكن النظام الاداري الذي وضعته الايدي المؤسسة منذ الوقيع والنذير ظل ثابتا كاساس اداري وفني لايحيد عنه احد لان الحياد عنه يهدد مركز الشركة ويهز الثقة فيها،رغم فقدان الادارة الحالية لقامة صناعية وزراعية فذة ممثلة في الباشمهندس يحي محمد يوسف الا انها مضت قافزة من نجاح الي اخر رغم الهنات وتوابع الصعوبات التي فرضتها الحرب،تجاوزت كنانة الكثير ماضية بموسم انتاجها الي غاياته ونهاياته التي نتوقعها سعيدة باذن الله،هذا الموسم اخطر موسم انتاج مرت به الشركة بلامنازع ، ومن اقدار عبدالرؤوف ميرغني وطاقمه انهم مروا باسوا مراحل ترصد واستهداف المؤسسة في عظمها لكسره علي مرحلتين الاولي عندما تكالب مدني عباس ورهطه لهدم الشركة ولهث خلفها عمر الدقير لادارتها وابعاد العضو المنتدب ومضي مدني الذي هو اسوا وافشل وزير صناعة علي مر تاريخ الصناعة السودانية بعد السميح الصديق في تنفيذ مخطط الهدم وتشويه صورة الادارة بنشر شيكات حوافز مجلس الادارة وتصويرها للراي العام كانها رشوة قدمت له وهو تدليس خطير لان الجميع يعلم ان لاجتماعات مجالس ادارة اي مؤسسة حتي ولو كانت(حمامات عامة) باي (ملجة) خضار حوافز لكنه الغرض والمخطط الخبيث، منحوا اتباعهم في كنانة الاشارة فبدأت الوقفات والاعتصامات التي كانت شعاراتها حق اذا تم التركيز عليها لانها تخص تحسين وضع العامل وهو امر جيد لايرفضه احد لكنهم وحتي ينجح مخططهم طالبوا باقالة يحي محمد يوسف الرجل القوي الذي لايرف له جفن ولا يخشي في الحق لؤمة حزب او جماعة،صمدت الادارة كان العضو المنتدب هناك يعمل علي نسق البرهان ( الحفر بالابرة) واللين والسياسة وكان يحي هنا قويا شديدا صامدا ،احرقوا اجزاء من القصب واداروا الكثير من المخططات الاجرامية الخبيثة لكنه صمد لم ينكسر وكيف ينكسر وهو عضو مؤسس مع اباءنا لهذه الشركة التي تجري في دماءنا حبا وانتماء.

مضت كنانة ونهضت من تلك الكبوة كطائر الفينيق ثم جاء التحدي الاكبر ،الحرب بكل تبعاتها،كان المتوقع ان تغلق الشركة ابوابها وتسرح عمالتها وينتهي اعظم مشروع في القرن الافريقي لكنها لم تفعل،كدابها في حياكة اثواب الانجاز تحدت الظروف الصعبة وشح المال وارتفاع سعر الصرف والمدخلات ودخلت موسم انتاج يمضي الان بثبات نحو غاياته بذات الادارة مضاف اليها احمد موسي في موقع الرجل الثاني.

واجهت كنانة تحدي سداد رواتب جميع طاقمها واغلبهم خارج الخدمة بسبب الحرب،وقابلت ايضا تحدي ايصال المواد البترولية بطريق ترابي يمتد لمسافة مائة وخمسون كيلو متر من المقرح بظلط القضارف الي سنجة ثم سنار وصولا الي كنانة رغم المخاطر الامنية بالطريق،لم يتوقف العمل ولا الانتاج بسبب نقص المدخلات اي كانت،فكلما يطلب تحضره الادارة في رمشة عين.

ان كان من ملاحظة فهي ضرورة بذل المزيد من مشىروعات المسئولية الاجتماعية حول المشروع ولابد من اعادة صياغتها بشكل يواكب تحديات الحاضر وضرورة الانفتاح اكثر علي المجتمع المحلي لانه الحاضن للشركة وحاميها ، وتحويل قري التقابة وكمبو ٤و٥ وام دباكر الي قري نموذجية ،وهناك تحد جديد تواجهه كنانة هذا الايام وهو نزول اعداد كبيرة جدا من الابقار هرب بها ملاكها من جحيم الدعم السريع بولاية الجزيرة الي تخوم كنانة ومشروعها ،رغم اجتهاد الشركة والقوي الامنية لكن من المستحيل بمكان تامين كل الشريط الاخضر لمزارع القصب سواء شمالا او شرقا او جنوبا رغم وجود السور الذي شيدته الادارة ، السور يحمي حال وجود ارتكازات قريبة من بعضها وانارة وكاميرات مراقبة الخ،لذا وحتي تحافظ الشركة علي متبقي القصب من هجمات ابقار ولاية الجزيرة عليها استخدام التقنية الحديثة بتركيب كاميرات مراقبة حديث علي السور وانارة رغم انها باهظة الكلفة لكنها حتمية وضرورية ومستقبلية ايضا استخدام طائرات الدرون وجلب منظومة متكاملة منها،التحدي امام كنانة الان الحفاظ علي مدخلها الاول للانتاج قصب السكر وهذا لن يتاتي الا ببذل المزيد من المال وانظمة الحماية الحديثة،ايضا ورغم الظروف الصعبة وبما للشركة ومجلس ادارتها من علاقات مع بيوت تمويل ورساميل وبنوك خارجية غربا وشرقا فان انفتاحها بمشروعات انتاج حيواني وايثانول علي ولايات اخري خاصة شرقا وشمالا تحديدا (كسلا والشمالية) سيكون اضافة اقتصادية للبلاد وللشركة ويغطي حاجة الولايات الشرقية والشمالية من الدواجن واللحوم والالبان ويسد الفجوة فيها خاصة ولاية كسلا التي تبدو جاهزة تماما لهكذا مشروعات حسب حديث مسئول كبير فيها وان كنانة مرحب بها هنا وستجد كل العون والتسهيلات،تنفيذ مشروعات كهذه شرقا وشمالا سيؤمن الحوجة المحلية للمواطن من تلك المنتجات ويمكن تصدير الفائض الي السعودية والخليج لقرب مطار بورتسودان وسيعزز الموقف المالي للشركة ويمنحها انفتاحا علي ولايات اكثر امانا وافضل موقعا جغرافيا لقربها من الميناء ومن مواقع انتاج الذرة والاعلاف(القضارف).

ماحدث بموسم الانتاج الحالي خارق وفوق التصور نظرا لما تمر به البلاد من ظروف صعبة جدا وهو عمل تستحق عليه ادارة كنانة كلها التهنئة والتقدير بداءا من العضو المنتدب عبدالرؤوف ميرغني ونائباه محمد الحبيب عطية واحمد موسي رابح الي الحبوب في المصنع والمدير الزراعي الجديد الذي لا اعرف اسمه رغم الهنات في انتاجية الحواشات لكنها تعقيدات موروثة لسنوات طوال خلون لايتحمل تبعاتها مدير قدم حديثا للوظيفة.

التحية لعمال الزراعة وري القصب،المرابطون بكبري عمنا ياسين والقري خمسة واربعة وثلاثة الخ،الي عمال الورشة وتحية ود واعزاز لعمال الحصاد القسم الذي عمل به الوالد لاربع عقود ولزملاءه وتلاميذه في الفوركلفت،التحية لرجل اخر صنع انجاز صامت لكنه يمشي بين الناس،محمد خير عبدالرحمن مدير المزرعة الانتاجية الذي صنع من العدم انتاجا حيوانيا نظيفا خال من المركبات الكيميائية ،عاونه ابناءه في المزرعة علي راسهم الماحي عمدي وفرق مزرعة الدواجن والمسلخ واللحوم والالبان مرورا بالدكان شيخ التوم وخالد في نافذة الخضار ومصطفي داخل المجزر وقاسم ومحمد خليفة ورفاقهم في التسويق بقيادة حسن عروة ومولانا يعقوب الرجل المهذب وصديق الحسن وعمر ادروب والشباب الذين يعاونونهم.

وهناك جنود قد يجهلهم المواطن لكن الادارة تعي جهدهم قسم it الفسم الذي يتولي حماية انظمة الشركة من الاختراق وييسر التواصل بين الادارات ،كلما اقوم بزيارته اجد الصديق الدفعة محمد سليمان ابراهيم عاكفا علي مشكلة لحلها او خارج المكتب لمهمة القسم الاداري والفني الوحيد الذي يستمر عمله ليل نهار لايتقيدون بدوام وظيفي ثابت نهارا.

انها كنانة كما هي،ثابتة ومنتجة وصامدة كالجبال الراسيات في ازمنة السلم والحرب، سيان عندها،لاتشكو ولا تتكالب نحو الاعلام لتقص مظلماها والضيق الذي يسببه لها بعضهم طمعا ورغبة فيما عندها،شركة حافظت علي نسق اداري فريد الكلمة العليا فيه للعمل والانتاج،لاسياسة ولاجهويات ولاقبليات.

انها كنانة التي تسطر التاريخ الباذخ باحرف من نور،هذه كلمات كتبناها نصرة لمن يبذلون الدم والعرق ويصلون ليلهم بنهارهم ليظل الانتاج متواصلا واستقرار الاف من اسر العاملين بالمشروع محل اهتمام الادارة العليا وهو ماعملت علي استمراره بزيادة الرواتب في احلك الظروف وعامل كنانة يستحق اكثر مما يتلقي الان لانه حجر الزاوية في عملية الانتاج.

التحية والرحمات والمغفرة للرعيل الاول من كنانة الباشمهندس عبدالله الرضي والدكتور عثمان النذير والاستاذ الصديق معاوية بدوي واستاذنا وصديقنا الاديب فريد عمر مدني والاف من العمال مضوا الي ربهم رضوان الله عليهم،ودعوات الصحة والعافية للسيد محمد المرضي التجاني الذي هو عندي اكبر من مفردات العربية وللباشمهندس يحي محمد يوسف وبدالدين بشار ود. الهادي سيفت وعمر قادم وعادل محمد عباس فتي كنانة الذهبي رغم بلوغه سن المعاش يظل فتي ذهبيا لكنانة واحد بناة تطورها في مجالات الشباب والرياضة.

كلمة اخيرة

ظلت الاستاذة علياء محمد الحسن نحلة من النشاط باروقة الشركة ومشاركة باسمها في كثير من المحافل ومثل حضورها السنوي بمعرض الزهور بالخرطوم (الجريحة) علامة نجاح وتفوق للمعرض سيما وكنانة تنجز مايسند اليها بمنتهي الاحترافية ، علياء افتقدتها الشركة عقب الحرب في استراحة قصيرة ولابد من عودتها لاضفاء لمستها الخاصة علي المشروعات الاعلامية والمناشط الرسمية ولابد من تبني كنانة لمعرض الزهور هذا العام واقامته داخل اراضيها او باي ولاية اخري مناسبة وحضور علياء يمثل اشعار اضافة ونجاح للمعرض ولكنانة التي يجري حبها في دماءها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى