تمر علينا اليوم الذكري الثانيه لرحيل رفيع القامة والمقام الرمز المجتمعي الفخيم والبدر الهلالي كامل الألق والبهاء الخيِر المعطاء أخي وصديقي طيب الذكر الراحل المقيم محمد حمزه الكوارتي. لقد فقدت مضارب بني هلال الشامخات بفقده أحد الذين أجزلوا لها العطاء اداريا فذا تشرفت به معظم المواقع الادارية البيض وفارسا مقداما قاد جحافل الزرق الميامين منافحا عن ماضي الكيان ومدافعا عن حاضره ومستشرفا لمستقبله. لقد جمع الهلالي الرمز (كوارتي عنان) المجد من جميع زواياه. إذ ورث عن نخلات كورتي الباسقات طول القامه وسموها ومن القيم المجتمعية الكرم والإيثار والشجاعة في قول الرأي وإغاثة الملهوف وكان سخيا في غير من ولا أذي وما درت يسراه حتي لحظة انتقاله إلي مستقره ومقامه بالفراديس العلي من الجنان بإذن واحد أحد ما ظلت تقدمه يمينه. كنت عندما اراه كعادته ضاحكا مستبشرا يمشي علي الأرض هونا وقد قضي حاجة لمحتاج أو ضمد جرحا نازفا لجريح أو مسح دمعة من عيني مكلوم يخطر بذهني البيت القائل- تجده اذا ما جئته متهللا- كأنك تعطيه الذي أنت سائله. رأيته مرة وأنا أحج إلي مضارب بني هلال كي أكحل عيني برؤية فتية اللونين الاروعين وكنت وقتها عائدا من باريس في عطلة قصيرة بعد طول غياب، رأيته محمولا علي اعناق الجماهير بعد مباراة دانت فيها السيادة والريادة كالعاده لعشق الملايين السرمدي. ولفت نظري أنه كان حافي القدمين بعد أن ضاع حذاؤه وسط اندفاع الجماهير العاشقه نحوه ( وهو دائما حافي حالق ) عند مقرن النيلين وعناق اللونين الاروعين، رأيته والكل يريد أن يتشرف بجلوس الحبيب محمد علي كتفه ولا غرو في ذلك فمن حمل الهلال في الأحداق يبقي جديرا بأن يحمل علي الأعناق. كنت حريصا علي أن تكتحل عيناي بملوك التطريب بالعلاج الكروي منذ قدومي الي المطار وحتي ساعات مغادرتي الحزينة لسودان الهلال وهلال السودان. فاذا كان الحج الديني هو عرفه فحج الولاء والانتماء عندي هو مضارب بني هلال. توثقت علاقتي به وتشرفت دارنا الرحبه( بالحصاليزا) كما أسميها علي نسق ( موناليزا ) دافنشي بإستقباله كما تشرفت في مناسبات أخري بزيارات من بعض أهلنا الكوارته كرام الأصل والمحتد أثناء أسفارهم بين الخرطوم والجزيره في مهامهم الرياضية والاجتماعية النبيله. كان وقتها كوفي عنان يجلس علي منصب الأمين العام ويبلي بلاء حسنا في سكرتارية المنظمه الأممية وكان الصديق أبا مهند يبدع في تصريف مهام السكرتاريه الزرقاء فأطلقت عليه لقب ( كوارتي عنان). وظل هذا الاسم المحبب إلي نفسه وإلي نفسي لغة الوصل والتواصل بيني وبينه حتي رحيله المر في ذلك اليوم الذي غابت فيه الشمس لحظة طلوعها. – وما كان ( عنان هلكه هلك واحد- لكنه بنيان قوم تهدما). أسكنك الله الفردوس الأعلي من الجنة يا من سرت بين الناس بالخير. -فما الموت الإ سارق دق شخصه يصول بلا كف ويسعي بلا رجل- وفي غمرة أحزان رحيلك المر بعيد عن الأوطان ومضارب الشجعان التي أحبتك فبادلتها ذاك الحب الذاخر عشقا وتفانيا وعطاء وجدت نفسي أتمثل أبيات أبي الطيب الخالده: نعد المشرفيه والعوالي- وتقتلنا المنون بلا قتال- وندخر السوابق مقربات – فما ينجين من خبب الليالي.- نصيبك في حياتك من حبيب- نصيبك في منامك من خيال- رماني الدهر بالأرزاء حتي فؤادي في غشاء من نبال- فصرت اذا أصابتني سهام تكسرت النصال علي النصال. تقبلك الله في الصالحين أخي كوارتي عنان في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. وما مات من أنبت ذرية وربي رجالا يمشون بين الناس بعظيم القول والفعل. إنا لله وإنا إليه راجعون.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق