ايمن كبوشمقالات

ايمن كبوش يكتب: بحسان وربيع.. سنار تضيييع.. !

افياء

ايمن كبوش

بحسان وربيع.. سنار تضيييع.. !

 

# قلت له: في الثالث من مارس.. كان تاريخ ميلاد هذا المقال، وقتها كان اشفاقنا الاكبر مصوبا نحو غرب سنار، قبل أن يتحول الحريق الدامي إلى شرقها المنسي الباكي، اُستبيحت السوكي.. اُغتصبت سنجة عبد الله.. سقطت الدندر، واستعمر الموت ببنادق المليشيا المتمردة منطقة (جلقني) التي تتصدر الآن العناوين الاول للصحف السودانية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فمازال (ربيع عبد الله) في مخبأه بمحطة توليد سنار، ومازال اهتمام الربيع بالمطبخ والطباخات، يسبق اهتمامه بصرخات النساء في سنجة والسوكي والدندر وجلقني.. انتظروا المعتصم ايها السادة، ولا تنتظروا وعود ربيع، قائد متحرك سقوط سنار الذي لا ينقصه بنتائجه العسكرية على الأرض الا ارتداء (الكدمول)، لم يعد ربيع فينا مرجوا، بينما تفرغ ركن استخباراته العميد حسان لمحاربة الكيزان في سنار مشددا على ذات الشعار الذي رفعته المليشيا المتمردة، فأين كان حسان هذا عندما سقطت سنجة وطائرة رئيس مجلس السيادة لم تغادر محطة الشيخ فرح ود تكتوك بعد ؟.

# في الثالث من مارس كتبت الآتي: (قبل ايام، اثناء فترة انقطاع الاتصالات، اشفقنا كثيرا على أهلنا في ولاية سنار، وسنار مدينة كانت ومازالت هدفا معلنا لمقاطيع مليشيا الدعم السريع المتمردة الذين استباحوا مصنع سكر سنار، وعاثوا فسادا غير مسبوق في القرى الغربية التي تشكل احداثيات الشريط الحدودي لولاية سنار مع ولايتي الجزيرة والنيل الابيض.. قبل انقطاع الانترنت واثناء اجتياح الحنجويد لتلك القرى، دب خلاف عارض ما بين قادة المقاومة الشعبية، ووالي سنار وقيادة القوات المسلحة في المنطقة، والسبب هو تلك الانتقادات التي قدمها اعيان منطقة غرب سنار لاداء القوات المسلحة، فقام الوالي توفيق محمد علي بدور (الجودية) لتقريب وجهات النظر، مدفوعا بحجية ان قيادات القوات المسلحة وعلى رأسهم قائد متحرك الدمازين والقائد الجديد للفرقة الاولى مشاة مدني، اللواء الركن دكتور ربيع عبد الله، وقائد الفرقة 17 مشاة سنجة، وقائد اللواء 256 دفاع جوي (داجو) سنار، اجمعوا جميعا على قبولهم هذه الانتقادات في الغرف المغلقة، ولكن غير مقبول ان يتم ذلك في الاسافير والساحات العامة، مع ان ما تقوم به المجموعات المتمردة والمتفلتة يتم في العلن، تحت سمع، واحيانا بصر، جحافل القوات المسلحة المتمركزة في دفاعات كوبري العرب وام دلكة وود العباس ومناطق اخرى.. اثناء فترة انقطاع الشبكة واعتصام التواصل ببحر الغياب، تواترت الانباء عن اقتراب الجنجا من مدينة سنار، لم يكن هناك تواصل الا من خلال القوات الامنية التي تمتلك جهاز الاتصال الجديد (استرلينك).. سألت احد القادة عن هذه الانباء، فقال لي بثقة (نحنا في أبو سقرة يا شاب ومقدمة الجيش فى مدني).. ! هذه الرسالة (المطمئنة) بالضبط لها عشرة ايام.. و(ابو سقرة) هذه تقع خارج مدينة الحاج عبد الله باتجاه حاضرة ولاية الجزيرة، لذلك اقول ان كانت ميمنة وميسرة هذا الجيش العرمرم تسير على ظهور الجمال، لنجحت في الوصول وتحرير مدني وجميع محلياتها التي مازالت (متنازعة) تحت رحمة طموحات (شوية هلافيت)، من ابو عاقلة كيكل الى جلحة ومن لف لفهم من الهوانات الاندال.. في بدايات غضبة سقوط الجزيرة وانسحاب الجيش من الفرقة الاولى مشاة مدني بقيادة اللواء الركن احمد الطيب واركان عملياته واستخباراته، وذهاب الوالي الى المناقل قبل ان يعود قبل يومين الى اهله في سنار، اثناء حدوث السقوط العاصف، استبشرنا بتعيين اللواء الركن الدكتور ربيع عبد الله قائدا للفرقة وللمتحرك الذي سيدك حصون الجنجويد في مدني ومحلياتها جنوبا وشرقا وشمالا، خصوصا وان البطل (دكتور ربيع) ملأ الارض ضجيجا وظهر في اكثر من مناسبة، متحدثا عن تحرير الجزيرة خلال الساعات المقبلة، الى ان جاء الصباح وسكت اللواء ربيع عن الحديث المباح، فقلنا ان الرجل يريد ان يقرن القول بالفعل ويباغت العدو (بيان بالعمل) ولكن.. مازال انسان سنار ما بين الترقب والانتظار، والساعات تمضي نحو المجهول، وهاهي الشبكة تعود ونسمع رسائل الاطمئنان من اهلنا في قرى السكر، وهم الذين واجهوا العدوان وحدهم و(ركزوا).. بل واجهوا آلة الموت ببسالة وصدور عارية والمليشيا لم ترحم احد، لم تستثن شيخا في الثمانين من عمره بينما هناك 91 امرأة اجهضن حين فقدن الرعاية الصحية بسبب الحصار.. مازلنا ننتظر وكثافة الجيش في تلك الانحاء ينبغي ان يتجاوز مرحلة اظهار القوة وجلالات التدريبات الصباحية.. متى يبدأ الهجوم يا دكتور ربيع.. ؟)

# انتهى مقالنا في ذلك التاريخ بسؤال صريح للدكتور ربيع (متى الهجوم) ! وهو سؤال لم يحفل به أحد إلى أن صار ربيعا هذا هو قائد متحرك إسقاط سنار لا تحرير الجزيرة، ولك الله يا وطن.. ولك الله يا (جلقني).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى