افياء
ايمن كبوش
صراع (مناوي-عقار) وحرب الدولار..
# قلت لنفسي.. ان حالهم، للاسف الشديد، يشبه حال اولئك الذين تركوا جثمان والدهم مسجيا في انتظار (الستر) وذهبوا يتعاركون حول (تركته).. ! الان الوطن جريح.. والشعب جريح.. وبندقية (الجنجا) لا تستثني طفلا ولا امرأة ولا شيخا.. بينما تضحك مصادري على ذلك الصراع المكتوم على (جثة الوطن).. بل ان اكثر من مصدر وبعضهم الاقرب الى محل القرار، ومكامن تحريك قطع الشطرنج المتناثرة التي تتحرك على مسرح العجز السياسي السوداني وفكره العانس، اجمعوا على ان صراع (عقار-مناوي) على رئاسة مجلس وزراء الحكومة الانتقالية التي مازالت في رحم الغيب لاسباب موضوعية تتعلق بأحوال الحرب، كاد هذا الصراع ان يخرج للعلن مسنودا بشواهده الكثيرة التي تؤكد باننا لم نتعلم من الحرب وما زلنا دون المستوى الذي نستحق فيه ثقة هذا الشعب.
# اكدت المصادر مجتمعة، وبأشد العبارات، وجود ذلك الصراع المحتدم بين السيد مالك عقار اير، نائب رئيس مجلس السيادة، والسيد مني اركو مناوي، حاكم اقليم دارفور، بدأ الصراع يلوح من خلال الخلافات البائنة بين الكتل السياسية والحركات المؤيدة للجيش، اختار عقار ان يتمسك بتنسيقية القوى الوطنية التي تضم عدد من الكيانات السياسية، فيما مضى مناوي في قيادة تيار آخر جديد بإسم ميثاق القوى الوطنية وهي القوى التي وقعت مجتمعة قبل ايام قليلة على ميثاق حل الازمة السودانية بالعاصمة المصرية القاهرة.. والتياران يصبان في ماعون واحد.. هو الاتفاق ضد المليشيا المتمردة.. والوقوف مع قوات الشعب المسلحة في خندق واحد..
# قالت المصادر كذلك ان عقار يراهن على الاحوال المستقرة في الاقليم الذي يحكمه بواسطة احد افراد حركته وهو الفريق احمد العمدة بادي، حاكم النيل الازرق، وهو استقرار بكل تأكيد يُمكن عقار الطامح في رئاسة الوزراء من التحرك بكل حرية في الاقليم الذي حصل على حكمه بموجب اتفاقية سلام جوبا، في الوقت الذي فشل فيه مني اركو رئيس حركة تحرير السودان مع الشركاء الاخرين في الحركات الدارفورية المسلحة في الحفاظ على ولايات دارفور الخمس، عدا شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، سقوط اربعة ولايات يضعف حظوظ مناوي في الصراع وهي حظوظ شخصية في الاساس، اذ لا اعتقد بأن هناك من رشحه لتولي المنصب، لذلك هو مطالب باستعادة ما كان بين يديه اولا قبل التطلع لمنصب رئاسة الوزراء.. علاوة على ان من كشفوا حقيقة الصراع اشاروا الى ان الرجلين غير مؤهلان لهذا المنصب الذي يحتاج لشخصية متفق عليها.. وصاحبة حضور اجتماعي ومجتمعي وقدرة على الاختراق في كل الاتجاهات، علما بان ميثاق القوى الوطنية الموقع في القاهرة سبق الكيانات والمكونات الآخرى في تحديد شكل الحكم خلال الفترة الانتقالية قبل ان تضع الحرب اوزارها وتسكت البنادق في الخرطوم والجزيرة ودارفور.. ولكن يحمد لتنسيقية القوى الوطنية انها تركت ما لقيصر لقيصر واجملت خارطة طريقها في دعم القوات المسلحة وهذا عكس ما فعلته جماعة الميثاق التي قفزت مباشرة الى شكل الحكم.
# اعود واقول ان آخر الاختراقات التي قام بها عقار في سبيل تقوية موقفه في الحصول على مقعد رئاسة الحكومة الانتقالية.. هو تبنيه لملتقى الاعلام الذي اقيم مؤخرا بمدينة بورتسودان بتدبير من احد المراكز الصحفية حتى لا يقال ان نائب رئيس المجلس السيادي يستغل منصبه ومؤسسات الدولة في استقطاب الاقلام والصحفيين، ولكن المفارقة التي قامت بها الحكومة السودانية كانت في دعمها لتنسيقية عقار بمبلغ 12 الف دولار فقط في اجتماعها الاول.. بينما كلف الملتقى الذي عقدته كتلة الميثاق وعلى رأسها مناوي مبلغ مليون دولار امريكي.. من خزينة الشعب الشعب السوداني.. دولار ينطح دولار في صراع (مناوي عقار).
