عاجلمقالات

المخرج محمد الحسن السيد يكتب: استقلال الإذاعة والتليفزيون

استقلال الإذاعة والتليفزيون
أن قيام أجهزة إعلام قومية مستقلة لاتكون جزا من مكون السلطة أمر هام لقيام إعلام راشد ينحاز للوطن والمواطن بعيدا عن المزايدات والمكايدات السياسية التي تكتنف السلطة الحاكمة أيا كانت وهو مبتغي وهدف ظل هما مرحلا كلما هبت نسمات الحرية على بلادنا عقب ثورة أكتوبر 64 وابريل85 وثورة ديسمبر2019 دون تحقيقه والذي كان في حال إنجازه لزين تلك الهبات بقيام أجهزة إعلام قومية راشد ة تبشر وتعبر عن آراء وطموحات المواطنين وترقية حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسيةو تشكيل البعد القومي للوجدان السوداني واستثمار التنوع الثقافي ممايسهم في إعادة لحمة النسيج الوطني مرة أخرى والإعلام المستقل يوفر بالمطلق الحقيقة والشفافيةو يخلق التفاعل الا يجابي بين الحاكم والمحكومين ويتحقق ذلك بحرية التعبير التي تصدرت الميثاق في أكتوبر وبرنامج الانتفاضة في أبريل والوثيقة الدستور ية في ديسمبر2019 التي لم يأخذوا باحاسنها ومزقوها تحت بصر العالم
لقد شكل النظامين السابقين المايوي والإنقاذ أطر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وصولا إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بما يكفل للنظامين الشموليين من تنزيل سياساتهما الإعلامية بصبغتها القابضة الدعائية غير الصادقة لأحكام قبضتها على أنفاس وآراء الشعب فكان الناتج اعلاما حكوميا باهت الشكل خاوى المحتوى في معظمه فهو مفرغ المضمون وفاقد للمصداقية المهنية واسوق أمثلة على تجربة الحكم الإقليمي والحكم الاتحادي في عهد الإنقاذ فقد ركز الأعلام على تقديم الرأي الرسمي وكثف مايعرف باعلام الدعاية والاحتفالية فغاب الرقيب الإعلامي ومن قبله الرقيب البرلماني الحكومي الموالي ففقد الشعب مؤسساته وضاع الوطن وقد عايشت التجربة عن قرب شديد فقد كنت موسسا ومديرا لتلفزيون ولاية سنار وفي غياب الرقابة بكل أشكالها وبالأخص الرقابة والمتابعة الإعلامي ةفقد الوطن موارده ومؤسساته عن طريق التعدي الحكومي بواسطة الشركات الوهمية وغيرها من الأشياء التي تكشفت للجميع وفقد الوطن أهم ركائز ه الصناعية والزراعية والاستثمارية والنقل والمواصلات والتعليم والوجود الأجنبي بالبلاد وتجاوز الولاة وتقاعسهم في القيام بدورهم في بناء الولايات وجذب وجلب الاستثمارات المختلفة كانت تلك النواقص مشفرة عن تناولها ومتابعتها عن الاعلام القومي فكان الحصاد هشيما بعد30عاما فقدت الثقة وانعدمت المصداقية بين الجماهير وجهاز الدولة وتردي الوضع المعيشي والصحي وتدني مستوى دخل الفرد إضافة إلى إشعال الحرب في الجنوب وفقده نهائيا بالانفصال لتشتعل بضراوة أكبر في دارفور ونتيجة لكل ذلك خرجت الجماهير الصابرة واسقطت الأنظمة المستبدة في هبات ابريل 85 وديسمبر 2019.
ساواصل في المقال القادم مقدما الاقتراحات المناسبة التي تناسب بلدنا في سبيل قيام إعلام حر ومستقل يعمل تحت الدستور والمواثيق الوطنية ضمن مبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان المدنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى