سوشيال ميديا

كفاح ونجاح.. حكاية (فتى درداقة في سوق خضار سنار) اصبح طبيباً.. !

هذه قصة كفاح ونجاح بطلها يدعى (الملثم صالح محمد عبد الرحيم).. كتبها بنفسه وخط سطورها حرفا حرفا من رصيد ايامه الباكرة، من طفولته وبراءته وشقاوة السنوات الاولى، وهاهو يحصد ما زرعه من لحظات الكد والتعب والارهاق، بالارادة والصبر والقدرة على الصمود..

في البدء قد يظن البعض أنها مجرد صورة عادية تفيد تخرُّج صاحبها من كلية معينة و ما أكثر الخرجيين ، فلستُ بأول شخص و لن أكون آخرهم، لكنها تعني لي الكثير، فالصبي ذو العشرة أعوام سائق الدرداقة وعامل الأكياس والليمون في سوق سنار قد أصبح طبيباً (ولله الفضل والمِنه ).

ذلك الصبي الذي كان ينتظر بفارغ الصبر حتى ينتهي اليوم الدراسي لكي يذهب إلى السوق ثم يأتي في آخر الليل محملاً بكيس الخضار وبعض الفول والطعمية وهو في قمة سعادته وتزداد السعادة حين أرى الفخر في عيون والدتي بأن إبنها الصغير أصبح رجلاً يُعتمد عليه.

ذلك الصبي الذي كان لا يمرُ عليه ثلاثة أيام متتالية دون أن يجد زملائه في الفصل أثناء عمله وهم يصيحون له ويضحكون (تعال يا بتاع الدرداقة) و أحايين أخرى (تعال يا شافع الأكياس) و مرات كُثُر أثناء اليوم الدراسي (شايفنك أمبارح في السوق شايل ليك كيلة دقيق في الدرداقة وماشي بيها على موقف الشرق) ، ولكن كل هذا لم يكسر عزيمة الصبي الصغير.

وتتوالى القصص و الأحداث و لكن المجال لا يسع لذكرها .

أكثر ما يحزنني أن جدتي تُوفيت ( رحمة الله عليها ) قبل أن ترى حفيدها الصغير طبيباً، وهي التي كانت تقول لي كل يوم (راجياك تبقى دكتور عشان تعمل لي عملية العيون عشان أشوف كويس)، و يزداد الحزنُ أكثر حينما أدرك أن عمي العزيز عبدالله (عليه رحمة الله) أيضاً ليس موجوداً ليرى إبن أخيه طبيباً، فهو كان يسهر معي الليالي ويترك عمله ويأتي الى منزل جدتي كي يناقش معي خيارات الجامعة ويسأل هذا وذاك عن الجامعات وكان دائماً ما يقول لي (يا ولدي أنا عاوزك تبقى دكتور كبير عشان أي زول ما عندو تعالجو).

رحمهم الله رحمةً واسعة و أسكنهم فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.

في الختام

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، الحمد لله الذي منحني هذا من غير حول لي ولا قوة.

ملثم صالح محمد عبدالرحيم

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى