ايمن كبوشمقالات

ايمن كبوش يكتب: محور سنار.. ماذا هناك.. ؟!

افياء

ايمن كبوش

محور سنار.. ماذا هناك.. ؟!

# عاد الهدوء نسبيا.. لمحلية سنار مع العودة التدريجية لخدمات المياه والكهرباء وبعض مظاهر وجود الجهاز التنفيذي.. وكانت حكومة الولاية بكلياتها قد (عردت) منذ سقوط حاضرتها سنجة في يد الجنجويد.. فوجد تجار سنار المدينة فرصتهم كاملة في ممارسة جشع غير مسبوق في حق الذين اختاروا البقاء داخل محلية سنار، بدلا من النزوج بلا خطة واضحة المعالم.. ليكتشف الذين فضلوا الفرار إلى اتجاهات مختلفة أن عملية نزحهم المكلفة هذي لم تكن هي الخيار الصائب.. حيث لم تحتملهم المنافي الجديدة في كسلا والقضارف وعطبرة بورتسودان فعض أغلبهم بنان الندم وباتوا يفكرون عمليا في الرجوع الى الديار بعد أن تحسنت الأوضاع بعض الشيء.. ونجح الاخ الوالي توفيق محمد علي في توفير عدد من السلع الاستهلاكية المهمة.. وإيداع مبلغ مالي في كبير في حساب رجل المال والخير والأعمال الجليلة (الدراش) لدعم (التكايا) ومعالجة بعض الأمور المستعجلة.

# (الدراش) وحده من يستحق التحية وان ترفع له القبعات.. من بين رجال الأعمال في سوق سنار.. حيث ظل الرجل المعطاء سندا وعضدا لسنار الولاية.. وسنار المحلية منذ النظام السابق.. وكان شريكا أصيلا في تشييد المدارس واعمار المساجد ودعم خزينة الحكومة عبر الاستدانة والسداد الآجال، بينما برع الآخرون في إخفاء السلع الضرورية لزيادة الاسعار.. فتحول سوق سنار إلى نار مستعرة.. اكتوى بها اولئك الذين ركزوا واقسموا على أن سنار المدينة لن تسقط من كوبري العرب غربا وكوبري دوبا شرقا وكوبري ام دلكة شمالا وكوبري مايرنو جنوبا، وان فضل فيها مقاتل واحد من أبناءها البررة الذين قدموا الغالي والنفيس دفاعا عنها فلقنوا الجنجويد دروسا لا تنسى.

# أعود وأقول إن معظم الذين نزحوا من سنار مع اصوات التدوين والشائعات وسقوط معظم المحليات، فعلوا ذلك بلا خطة مع امكانيات شحيحة، واغلبهم لا يملك ما يخشاه من تلك العصابات المتفلتة، لا مال ولا سيارات ولا ذهب ولا فضة، إذن لمٓ الهروب وفرص النجاة داخل المدينة متوفرة.. فقط يكفي أن الكثيرين فقدوا أرواحهم اثناء عملية النزوح من سنار عبر منطقة الدندر التي شهدت اشتباكات دامية مع تكدس غير مسبوق في مدخل الكوبري مع عمليات نهب للمركبات والاموال، فواصل الكثيرون عملية الهروب من الدندر إلى ام رخم عبر الاقدام وفيهم نساء وأطفال فكانت عملية صعبة فاقت نسبة تحملهم، بينما كان الجحيم الحقيقي ينتظرهم في كسلا التي كانت ظروفها الطبيعية قاسية جدا عليهم حيث طفحت بهم المياه في مراكز الايواء وسط غياب تام للطعام ومياه الشرب النقية وعطف المسؤولين وكذلك الحال في بقية المدن.

# اما على صعيد العمليات الحربية فمازال الطيران يحلق في سماء الولاية.. وهناك اعمال كبيرة سوف تؤتي ثمارها في القريب العاجل وسوف تعود سنار وتعود الجزيرة وتعود كل قرية مغتصبة مسلوبة الإرادة آمنة مطمئنة بإذن الله، وما النصر الا من عنده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى