ملاحم منطقة سكر سنار
قدر منطقة غرب سنار التاريخي، ان تكون الصولة والجولة وسجل التاريخ ملاحمها وبطولاتها منذ السلطنة الزرقاء، وحملات الدفتردار الانتقامية، ورايات عامر المكاشفي في المهدية، وهروب افواج الجهدية الباطشة.
وهاهي جراحها واحزانها بل وبطولاتها ومواقفها المشرفة، وصمود رجالها الشم وشبابها المقدام المصادم، حراسا ومجاهدين في ملحمة المقاومة الشعبية، وقفوا بقليل من السلاح، بل ان معظمهم بالسلاح الأبيض، والصدور العارية المكشوفة، الا من ايمانهم بالله والوطن والتراب والشهادة، فيا تاريخ سجل لأهلي في كل قري سكر سنار المقاومة الشرسة للعدو، والمواجهة القوية بموجات الرجال افواجا وجماعات، هبت القرى جميعا كأنها خارجة ومصطفة لصلاة العيد، لكنها واقفة زودا ودفاعا عن الأرض والعرض، صفوف الرجال والشباب حتى الاطفال، خرجوا مكبرين مهللين رافضين للاعتداء وللزل وللهوان وللسلب وللنهب، حيث قدمت نماذج في الرجولة والبسالة والفراسة والاباء.
فكانت ملاحم المقاومة في كل القرى، وتبعتها ملاحم الشهداء في العزيز 8 والجعافرة 5 وبسوط 7 والهايداب 3 والكبرة 5 والشقيلة 2 وود سلمان 5 وود شمبلي 5 والحجاج 2 ومصورين 1 والمناصرة 5 والعمرة 2 وكانت الملحمة الكبرى اليوم قرية ابو آمنة 14 شهيدا في معركة استمرت ساعات، لقنوا فيها العدو درسا قاسيا وخسارة بمقتل 7 منهم واسر آخرين، مثلما قتلت الكبرة قبل ذلك منهم 5 والمناصرة 7 والهايداب 5 وبسوط وقراها 5 والشقيلة 2 ود سلمان 3 وعدد من القرى قدمت شهداء وقتلت في العدو الظالم الباطش.. هذا فضلا عن الجرحى والمآسي والانتهاكات والسقوط الاخلاقي للجنجويد.
فان قيادات السكر واهلهم وشبابهم، ظلوا صابرين ينظرون للمعركة الكبرى فاعلين فيها عاملين ليل نهار، لكن اليوم نرفع الصوت عاليا اخي والي ولاية سنار، وأخي اللواء الربيع قائد المنطقة، ان منطقة سكر سنار احترقت كالهشيم، استباحة وظلما وتساقط رجالها كالنخيل أفرادا وجماعات، شهداء لله رب العالمين في رمضان، مقبلين لا مدبرين، فمتى فزعتهم ونصرتهم والثأر لهم ومحو الضيم عنهم ورفع الظلم.. أطلقوا يد القوات المسلحة وان لم يكن فسلحوا المقاومة الشعبية بسلاح يكافئ سلاح العدو، فانها قادرة على التقدم وملاقاة العدو الذي ما ترك عذرا لنا ولاهلنا من فرض ملاقاته ومنازلته، وما ترك لنا قرية الا دنسها ولا مسيد وخلوة الا ازل أهلها واخرجهم، ولا عزيز كريم الا اهانه ولا عربة او مال ومحصول الا نهبها.
فضل المولى الهجا فضل المولى